بقلم د / أنور ابراهيم
قد يثير العنوان عند البعض التساؤلات ولكن ما دفعني للكتابة اليوم وتحت هذا العنوان هو حضوري صباح أمس الخميس ١٩/ ١٢/ ٢٠٢٤ احتفالية عبرت تماما عن العنوان والاحتفالية كانت في مدرسة اعدادية للبنات بادارة قوص التعليمية( مدرسة النصر) والسبب تكريم الطالبات المتفوقات في بعض الأنشطة ( حفظة القرآن الكريم، الفائزين في مسابقة بيت العائلة المصري، تكريم أسرة المكتبة لحصولها على المركز الثاني على مستوى الجمهورية ).
واذا أردت أن أصف مشهد الاحتفال باختصار هو لوحة تراثية جميلة رسمها فنان تشكيلي مبدع حتي ان تلك الصورة الجميلة هي التي فرضت علي الكتابة لأنني منذ فترة طويلة جدا هجرت الكتابة والقراءة لأسباب ليست هي مجال حديثى الان.
فمن بداية استقبال الضيوف، والتنظيم، وتقديم الفقرات الفنية المتنوعة، وتسليم الجوائز للمبدعين ...الخ تلك الصورة الجميلة كانت من إبداع وحصيلة لانتاج" المدرسة المنتجة" ولم أشاهد منتجات مستوردة في المكان اللهم الا من بعض( الكراسي - سماعات صوتية..).
اما إبداع الصورة كان من تأليف وإنتاج وإخراج ادارة مدرسية ومعلمين ومعلمات وطالبات مبدعات.
نعود لعنوان المقال والمقصود " بالانتاج" هنا ليس الإنتاج المادى كما تشير النظريات الكلاسيكية، وإنما " الإنتاج المعرفي".
وإنتاج المعارف في التربية والتعليم عموما اقصد به" مساهمة مدارس التربية والتعليم بمختلف مراحلها الدراسية من بداية رياض الأطفال وحتي الثانوية العامة في انتاج العقول والفكر والثقافة".
لان هذا الإنتاج العقلي هو الذي يساعد في نهاية المطاف علي وجود فائض نسبي حقيقي للإنتاج المادي بواسطة تلك العقول.
ومن خلال تجربتي الصعبة حتى الان خلال الشهور الماضية في الوظيفة الإدارية التي التحقت بها لاحظت ان هناك فجوة بين الجوانب النظرية والعملية أو قل[ الأنشطة التربوية] اذا أردنا التحديد والفجوة أو الخلل ناتج من أسباب متعددة منها:
-سبب قديم حديث وهو المعلم هو من يملك ناصية المعرفة ولا تزال تلك العقلية موجودة في مدارسنا حتي مع انتشار أدوات المعرفة.
-التعامل مع التلاميذ وكأنهم آلة مهمتنا ملؤها وحشوها بكل ما هو مفيد وغير مفيد.
-غياب الأهداف العقلية والمعرفية والوجدانية والمهارية العامة التي نريد أن نحققها في نهاية العام لكل المراحل الدراسية.
_عدم وجود خطة محددة وثابتة للتعليم باختصار( احنا عايزين ايه من التعليم في مصر).
وهذا النوع من التعليم لا شك انه ينتج لنا أجيالا متفوقه ولكن ينقصها الابتكار.
هذا النوع من التعليم ينتج عقول لديها معلومات محددة في مجال محدد( الطب- التربية- التجارة..) ولكنها ليست موسوعية.
أخيرا هذا النوع من التعليم ينتج عقولا عالمة ولكن من السهل أن يتم جرها لبراثن الأفكار المتطرفة وكم من العقول التي كنا معجبين بافكارها واتضح في النهاية انها كانت تحمل افكارا متطرف.
واتساءل أيضا هل تلك العقول التي تسهم مدارسنا ومناهجنا في إنتاجها تعد مناسبة لمجال الذكاء الاصطناعي الان؟
فالعالم يتحول ويتبدل في كل لحظة لدرجة ان اي باحث أو عالم يجد صعوبة بالغة في توقع ماذا بعد!!!!
ولذلك لابد أن نعمل سويا على أن تواكب عقول أبناءنا ما يحدث في عالم اليوم في كافة المجالات والا سنكون بين مطرقة السندان.
بمعني سيفكر وينتج ويبدع...الخ لنا العالم ونظل ندور في دائرة استهلاكية لا نستطيع الخروج منها.
وفي النهاية لم يعد خافيا على احد أن ما يحاك في المنطقة العربية من مخططات الهدف منه هو النيل من مصر وابناءها فحفظ الله مصر وابناءها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق