30‏/04‏/2013

مرمر قصة قصيرة بقلم .."أسامة الشيخ"

 
أسامة الشيخ بصحبة مرمر
في سهرة عند أقاربى وجدتها تفترش الأرض هواء المكيف يطير شعرها الناعم الكثيف داعبتها وباغتها بنظرات متتابعة لم يلتفت إليها أحد من الجالسين ولم يعيرها اهتماما , اقتربت منها شعرت بعاطفة ما , وشئ ما يربطني بها حملتها من على الأرض , وغاصت أصابعى في جسدها المرمرى , ورتبت على خديها وحنوت عليها , نظرت إلى نظرة خاطفه ضممتها بشدة , فشعرت بحرارة شديدة تنبعث من جسدي , فقفزت على الأرض بجوار المكيف ومن حولي يتضاحكون يتغامزون يتساءلون ما الذي حدث انك لم تعجبها ؟ ولم يتطرق اليأس إلى قلبي وحملتها ووضعتها بجواري , وسرعان ما قفزت على كتفى واستقرت , كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساء , ظهر المذيع في نشرة الأخبار والكل يتابع الأحداث الجديدة وبين الفينه والفينه أنظر إليها فأجدها شغوفة مولعة بذلك الجهاز العجيب , تتابع الأحداث لحظات وكانت الحلويات والشاي وما تشتهيه الأنفس يملا المكان , أخذت الشاي وقطعة بسكويت وشرعت في تناولهما إلا أنها نظرت إلى نظرة عنيفة فأدركت أنها جائعة فوضعت البسكويت في فمها فالقتها وهزت رأسها رافضه . فدار في خلدي هاجس هل تريد الشاي؟ ولمحتها تربط بين الجالسين تستمع لحديثهم تارة وبما يعرضه التلفاز تاره , قتلى. زلازل . براكين . سيول . انتخابات . الجو . الرياضة الاقتصاد . المال . جثث الشهداء محمولة على الأعناق , فلمحت في عينيها عبرة سالت فأخرجت منديلي ومسحتها فأنا لا أتحمل دموع الآخرين . وسرت بداخلي علامات استفهام وتعجب هل تعي تلك معنى ذلك ؟ ولماذا تستمع إلى أحاديثنا ؟ وهل تفهم ماذا نقول ؟ وانتهت نشرة الأخبار وجاءت أغانى العيد جانا العيد أهو جانا العيد للفنانة "صفاء أبو السعود" فقفزت من على كتفى مسرعة بجوار التلفاز تتراقص وتتلاعب وترفع يديها إلى أعلى مسرورة وتتقلب على ظهرها سبحان الله ! ما الذي غير الأحوال انتظرت قليلا فوجدتها تجرى إلى المطبخ فسألت ربة المنزل ماذا تأكل ؟ وماذا تشرب ؟ فأجابت : تأكل البطاطا وتشرب اللبن قبل النوم ولا تفارق المنزل مطلقا سألتها وما اسمها قالت " مرمر" فقررت أن اصطحبها معي , ولكنها رفضت بشده فصممت وانتزعتها من على الأرض , ولكنها سرعان ما نشبت أظافرها في يدي فسالت الدماء , وأحضر أهل البيت كولونيا وقطن وشاش لربط الجرح الغائر الذي تشبثت فيه مرمر . وخرجت من المنزل حزينا مرددا لا أريد مرمر ولا شرشر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

سياسة

حكاوى الصعايدة/script>

صعيدى أون لاين

نحن معكم على مدار الساعة